يعد اللعب أداة أساسية في نمو الأطفال، لكنه يصبح أكثر أهمية عند التعامل مع الأطفال المصابين بطيف التوحد (ASD). بالنسبة لهؤلاء الأطفال، يمكن أن يكون اللعب أكثر من مجرد تسلية؛ فهو وسيلة فعّالة للتواصل، والتعبير عن المشاعر، وتنمية المهارات الاجتماعية والمعرفية.
لماذا يُعد اللعب مهمًا للأطفال المصابين بالتوحد؟
يواجه الأطفال المصابون بالتوحد غالبًا صعوبة في التواصل اللفظي وفهم الإشارات الاجتماعية. وهنا تأتي أهمية اللعب العلاجي، الذي يوفر بيئة آمنة ومنخفضة الضغط يمكن للطفل من خلالها التفاعل بطريقته الخاصة. يتيح اللعب للطفل أن:
- يعبر عن نفسه: يمكن للطفل التعبير عن مشاعره وأفكاره من خلال الأفعال والأصوات حتى لو لم يستطع التعبير عنها بالكلمات.
- يبني المهارات الاجتماعية: اللعب المشترك مع شخص آخر (سواء مع المعالج أو أحد الوالدين) يساعد الطفل على تعلم مهارات مثل الانتظار، المشاركة، والتواصل البصري.
- يفهم العالم من حوله: تحاكي الألعاب مواقف الحياة الواقعية بطريقة مبسطة، مما يساعد الطفل على فهم القواعد الاجتماعية والروتين اليومي.
أنواع الألعاب المناسبة للأطفال المصابين بالتوحد
اختيار الألعاب التعليمية والحسية المناسبة مهم جدًا. ومن أبرز أنواع الألعاب الفعّالة:
- الألعاب الحسية: تساعد هذه الألعاب على تنظيم الاستجابات الحسية للطفل، وهي مشكلة شائعة مع التوحد. تشمل ألعاب مثل الرمل الحركي، الصلصال، الكرات المضيئة، أو أي لعبة تتميز بملمس أو صوت أو ضوء فريد.
- ألعاب التواصل البصري: يعتمد الأطفال المصابون بالتوحد غالبًا على التعلم البصري، لذلك تساعد الألعاب التي تستخدم الصور أو بطاقات الفلاش (مثل بطاقات المشاعر) في فهم وتسميه المشاعر المختلفة.
- ألعاب التمثيل (Role-Playing): تشجع هذه الألعاب على تمثيل شخصيات مختلفة مثل “الطبيب” أو “المعلم”، وتسمح للطفل بممارسة المهارات الاجتماعية في بيئة آمنة.
- الألعاب الحركية: الألعاب التي تتطلب الحركة مثل رمي الكرة، القفز، أو اللعب على أرجوحة تساعد في تحسين التنسيق الحركي وتقليل التوتر.
دور الوالدين والمعالجين
تتجاوز أهمية الألعاب كونها علاجية فقط؛ فهي وسيلة لتعزيز العلاقة بين الطفل ووالديه. المشاركة في اللعب تخلق لحظات من الفرح والتواصل غير اللفظي التي تقوي الروابط الأسرية.
نصيحة مهمة: لا تضغط على طفلك للعب بطريقة معينة. دعه يقود اللعبة ويستكشف عالمه الخاص. كلما كنت أكثر مرونة وتقبلًا، زادت استفادة طفلك من التجربة.
روابط ودراسات مفيدة
تؤكد العديد من المنظمات الدولية على أهمية اللعب في دعم الأطفال المصابين بالتوحد. وفقًا لليونيسيف، اللعب حق أساسي للأطفال ووسيلة رئيسية لتعزيز صحتهم النفسية وتطورهم. يمكنكم متابعة هذا الفيديو للتعرف أكثر على الموضوع:
UNICEF | أهمية اللعب للأطفال



